اجتماع طارئ

Une Réunion Extraordinaire 

 

[تضاء الأنوار ونرى طاولة المكتب وضعت في الوسط وجللت بقماش رمادي من أجل الاجتماع. يدخل السكرتير بصحبة حميدو باشكاتب وهو رجل في الثلاثين شديد البدانة ولا سيما في كرشه المنتفخة أمامه، معتدل الطول لكنه يبدو قصيرا، يمشي بصعوبة ويتمايل من السمنة، أسمر أسود الشعر، يرتدي بدلة مخططة].

محجوب: تفضل ياسيد حميدو أنت أول الحاضرين.

حميدو [يجلس على أحد الكراسي الموضوعة حول الطاولة وينظر إلى الساعة]: كم الساعة عندك الآن؟

محجوب: السابعة وعشرون دقيقة. هاهو السيد عمار قد وصل.

[يدخل عمار وأول ما يلفت النظر فيه كتلة الشعر السوداء الكثة فوق رأسه من غير تسريح. في أوائل الثلاثينات، طويل يرتدي ثيابا غالية لكن ألوانها متنافرة وواسعة على جسمه، وهي مؤلفة من سروال أزرق وسترة خضراء وقميص أحمر وربطة عنق صفراء وحذاء بنفسجي. يضع نظارة طبية كبيرة وواسعة على عينيه. ينهض حميدو للقائه ويسلم عمار على الاثنين.يخرج السكرتير]

عمار: هل تأخرت عليكم؟

حميدو: لا. لم يصل مسعود وعبد الحميد بعد. ها هما وصلا.

[يدخل مسعود وعبد الحميد سيد علي وهو رجل في الثلاثين ضئيل البنية قصير القامة، أسمر البشرة له لحية قصيرة مدببة يرتدي سروال "جينز" وفوقه سترة شبابية بنية، ويضع على رأسه طاقية "بيريه". يقف مسعود العطار وراء طاولة المكتب بينما يجلس حميدو باشكاتب وعمار بن مخلوف وعبد الحميد سيد علي متحلقين حول أطرافها الثلاثة الباقية].

مسعود [وهو ما زال واقفا]: لنبدأ الاجتماع فورا.

[يقف الأعضاء الثلاثة في أماكنهم. يرفع مسعود يده ويثنيها من المرفق  لتصير على مستوى الكتف ويردد: "تحيا العزوبة". يرفع الأعضاء الثلاثة أيديهم ويرددون "تحيا العزوبة". يجلس الجميع في أماكنهم]

مسعود: شرح لكم محجوب الموقف وأريد آراءكم في انتساب المرأة للجمعية.

حميدو: نريد أن نسمع رأيك في البداية.

مسعود [يقف في مكانه]: تعرفون رأيي في المرأة فأنا لا أثق بها. رجل واحد في هذا العالم عرف المرأة على حقيقتها. هل تعرفون من هو؟

حميدو: أنت ياسيدي.

مسعود: لا. هذا الرجل جاء قبل زمننا بقرون. هو الملك شهريار الذي أدرك أن المرأة خائنة وليست أهلا للثقة. مع الأسف استطاعت شهرزاد أن تخدعه بمكرها وحكاياتها حتى أنجبت منه وتغلبت عليه وانتهى أعظم قائد للرجال في معركتهم ضد المرأة. لو لم تروضه شهرزاد لكان قضى على جنس النساء وأراحنا منهم.

[يقف في العادة كل من يأتي دوره في الكلام ويجلس بعد ذلك]

عمار: وكيف كنا سنولد إذا؟

مسعود: كيف كنا سنولد؟ بالاستنساخ طبعا. هل تعلمون أن الاستنساخ هو أعظم اختراع أنجزه الرجل لأنه يستغني عن المرأة وعن منّها وتذكيرنا بفضلها علينا في الحمل والولادة.

حميدو: صحيح، ليس هناك في الاستنساخ حمل ولا ولادة.

عبد الحميد[يخاطب مسعود]: ما دام هذا رأيك فلن نوافق على دخولها أبدا.

مسعود: لا نستطيع فسترفع دعوى علينا وتغلق الجمعية بقوة القانون.

عمار: سنأخذ حذرنا منها فنحن الجنس الأقوى.

مسعود [بسخرية]: الجنس الأقوى! [يسألهم]: هل تعرفون ما هي القوة الناعمة؟

حميدو: هو اصطلاح ابتدعته أمريكا عن قوة الدبلوماسية بدلا من القوة العسكرية.

مسعود [بحماس]: القوة الناعمة الحقيقية هي المرأة. يظن الرجل أنها الجنس الناعم والضعيف واللطيف، وما إن يفتح لها الباب حتى تتسلل بهدوء، وفجأة تجدها تستحوذ على كل شيء. إنها سبب كل المشاكل في العالم. ألم يقل نابوليون: "فتش عن المرأة!"

حميدو: وإذا وافقنا على دخولها يصبح لها الحق في الدخول إلى نادي العزاب ببطاقة العضوية.

مسعود: وهذه كارثة. ستكون المرأة شريكتنا في النادي.[يرن جرس هاتف مسعود المحمول فيجيب]: المحامي الأستاذ فاضل. ماذا؟ وافقت المحكمة على تأجيل قضية المصنع ثلاثة أشهر......جيد. شكرا.[يغلق الهاتف]

عمار: هل هناك جديد في قضية المصنع؟

مسعود: تأجل الحكم في القضية ثلاثة أشهر. سأحاول خلالها حل الموضوع مع البلدية. لنعد إلى قضية المحامية. ما هو رأيكم النهائي؟

عبد الحميد: ما دمنا لا نستطيع منع هذه المحامية من الانتساب إلى الجمعية فنحن مجبرون على الموافقة.

حميدو: نحن جمعية أنصار العزوبة وإذا اختارت امرأة العزوبة فمرحبا بها.

عمار بن مخلوف: هل تصدقون أن واحدة من بنات حواء تختار العزوبة؟

مسعود: يجب أن تعرفوا يا سادة أن موافقتنا على دخول هذه المرأة يعني فتح المجال لكل امرأة ترغب في الانتساب إلى الجمعية، وعلينا الآن أن نغير بعض المواد في قانوننا الأساسي.

حميدو: لماذا؟

مسعود: لتتماشى مع الوضع الجديد، اقرأ لنا يا سي عبد الحميد مبررات تأسيس الجمعية.

عبد الحميد [يفتح قانون الجمعية ويقرأ]: نظرا لما يتحمله الرجل من عناء في تكاليف الزواج.

مسعود: أرأيتم؟ الحديث هنا عن الرجل ويجب أن نضيف إليه المرأة. تابع يا سي عبد الحميد.

عبد الحميد: ثم تأثيث الشقة وتوفير المأكل والملبس والغذاء للزوجة ثم للأولاد رغم غلاء المعيشة، ونظرا لأن كثيرا من النساء يتذمرن ويطالبن بالمزيد ولا يشاركن الرجل في تحمل النفقات.

مسعود [مقاطعا]: لابد من تغيير هذه الصيغة. نحن نقرر أن الرجل هو الذي يتحمل أعباء الزواج، لكن المرأة تزعم أنها هي تتحمل معظم الأعباء ولا بد من وضع صيغة لا تحمّل الرجل ولا المرأة المسؤولية، بل تحمل المسؤولية لمؤسسة الزواج نفسها التي تسبب البؤس والاكتئاب، هل أنتم موافقون؟

الجميع: موافقون.

                       من مسرحية "عُزّاب مع سبق الإصرار"

المشهد الثالث من ÇáÝÕá ÇáËÇäí

الأسئلة:

1- ما سبب الاجتماع الطارئ لجمعية أنصار العزّاب؟

2- ما رأي مسعود في المرأة؟ وما رأي الأعضاء الآخرين فيها؟

3-  بين صفات كل من المتحاورين من خلال وصف الكاتب لهم ومن خلال حوارهم.

4- من هو الرجل الذي عرف المرأة على حقيقتها في نظر مسعود؟ وما اسم الحكايات التي حكتها له شهرزاد؟ وما سببها؟

5- لماذا لا يستطيع أعضاء الجمعية منع المرأة من الانتساب إليها؟

6- لماذا أراد مسعود تغيير بعض المواد في القانون الأساسي للجمعية؟

7- ما رأيك في هذه الجمعية؟ وهل أنت من أنصار العزوبة أم الزواج؟ علل رأيك.

8- تصور عالما من الرجال يتكاثرون بالاستنساخ دون الحاجة إلى المرأة. ما رأيك في هذا العالم وما الذي ينقصه في نظرك؟

9- تصور أيضا عالما من النساء يتكاثرن بالاستنساخ دون الحاجة إلى الرجل. ما رأيك في هذا العالم وما الذي ينقصه في نظرك؟

10- ماذا تضيف المرأة إلى أي مكان توجد فيه؟ وماذا يضيف الرجل؟ عدد ووضح.

لقراءة فصول المسرحية كاملة انقر هنا: مسرحية عزّاب